ساهمت صناعة البنسلين في منح قيمة مهمة لخميرة الذرة الحادة شاركت الحرب العالمية الثانية، وبالإضافة إلى القنبلة الذرية والصواريخ الباليستية ومقاتلات الاعتراض ذات المحركات النفاثة ميسرشميدت مي 262 (Messerschmitt Me 262) والقنابل الموجهة والأسلحة الهجومية الحديثة، في تقدم العديد من الأبحاث التي ساهمت في تحسين حياة البشرية خلال العقود اللاحقة.
خلال هذه الحرب العالمية، تمكن البشر من ابتكار المضاد الحيوي المعروف باسم البنسلين بعد أن كانت تجربته مجرد اكتشاف صدفة في مختبر الطبيب البكتيريولوجي الإسكتلندي ألكسندر فلمنج في أواخر القرن الماضي.
المريض ألبرت ألكسندر
في يوم 12 فبراير 1941، أصبح الشرطي البريطاني ألبرت ألكسندر أول شخص يتلقى جرعة من هذا الدواء الجديد. بعد إصابته خلال قصف ألماني وتدهور حالته الصحية بسبب ظهور علامات تعفن الدم عليه، نقل إلى المستشفى لتلقي علاج خاص تم تطويره بعد أبحاث في جامعة أكسفورد بقيادة العالمين الأسترالي الفارسي وعالم الأمراض هاوارد فلوري والكيميائي العضوي الألماني إرنست تشين الذي هاجر من ألمانيا بعد صعود النازية عام 1933.
بشق الأنفس، تعرض كل من فلوري وتشين لمشاكل كبيرة في إنتاج كمية كافية من هذا الدواء، حيث قاموا بجهد كبير للحصول على بعض منه من بول مريضهم في محاولة لإعادة حقنه بها، لكن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ حياة ألبرت ألكسندر الذي توفي بعد بضعة أيام.
لم يكن هذا الدواء العجيب سوى البنسلين، حيث تم الترويج له بشكل كبير من قبل وسائل الإعلام خلال السنوات التي تلت الحرب. وقد أعاد شخصية عالم البكتريولوجيا ألكسندر فلمنج إلى الواجهة، مؤكدا على دور الصدفة في هذا الاكتشاف ودوره في ابتكار تسمية البنسلين مرة أخرى.
ضغط من المسؤولين
مع تزايد حالات الإصابة بينهم، بدأ المسؤولون البريطانيون والأميركيون بالضغط لتزويدهم بالدواء المعروف بالمنقذ والذي طالبوا من البداية بكميات كبيرة تصل إلى عشرات الآلاف من اللترات. وأثناء هذه العملية، كان الجميع يتساءل عن كيفية توفير هذه الكميات الكبيرة بسبب طبيعة عملية إعداد البنسلين التي كانت دقيقة وتستغرق وقتًا طويلاً.
كميات هائلة من البنسلين
في إطار مشروع نظمه معهد روكفلر بالتعاون مع الحكومتين الأميركية والبريطانية، وصل في شهر يوليو 1941 العلماء البريطانيان هاورد فلوري ونورمان هايتلي إلى معهد نيويورك قبل أن ينتقلا إلى مختبر الأبحاث الجهوي الشمالي في بيوريا، إلينوي، حيث عملا على إنتاج البنسلين باستخدام خزانات التخمير العميقة الكبيرة.
من ناحية أخرى، ساهمت صناعة البنسلين في إضافة قيمة مهمة إلى خمر الذرة الفاسدة. بعد أن كانت تُعتبر نفايات لعدة سنوات، اكتشف العلماء إمكانية زيادة الإنتاج باستخدام خمر الذرة، حيث يحتوي على مواد غذائية غنية تعزز إنتاجية البنسلين عند إضافتها إلى الخزانات.
جائزة نوبل للطب
شاركت شركات الأدوية، وخاصة شركة فايزر، بشكل كبير في توفير البنسلين للقوات الأمريكية، حيث قامت هذه الشركة بتزويد الجيش الأمريكي بكميات كبيرة من هذا الدواء الذي ساعد في إنقاذ حياة العديد من الجنود وتغيير مجرى الحرب العالمية الثانية. وخلال هبوطهم في نورماندي في 6 يونيو 1944، حمل الأمريكيون البنسلين معهم ونقلوه عبر فرنسا.
تم تكريمهم على عملهم البارز في مجال البنسلين وإنقاذهم لعدد كبير من البشر، حيث شارك كلٌ من ألكسندر فلمينغ وهاورد فلوري وإرنست تشين جائزة نوبل للطب لعام 1945.
التعليقات