حقيقة دوران الأرض بين العلم والقرآن ورأي الفقهاء في هذه الحقيقة الكونية،اعتقد بعض علمائنا قديماً أن الأرض ثابتة والشمس والنجوم والكواكب تدور حولها، ومنهم من كفّر من يعتقد ضد هذا، فهل كلامهم صحيح؟ وهل هناك تناقض بين العلم والقرآن؟
حقيقة دوران الأرض
قبل زيادة عن ثلاثين عاماً نشر بعض الفقهاء فتوى تقول بعدم دوران الأرض بخصوص الشمس.. وقد كان هذا نتيجة لـ عدم مواصلة التقدم العلمي ومحاولة إستيعاب القرآن بما يتفق مع الحقائق العلمية، مع العلم أن جميع المفسرين اعتمدوا على الحقائق العلمية المتوافرة في عصرهم في إستيعاب وشرح وتدبر القرآن الكريم… ولكن ما هي حقيقة الشأن؟
قبل مجيء القرن العشرين كان أغلب علماء المسلمين مقتنعين بأن جريان الشمس هو دورانها بخصوص الأرض في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]. ولذلك عندما اقترح العلماء أن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها أنكر علماؤنا عليهم ذلك القول لأنه يخالف صريح قوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي)، وذلك حقهم لأن القرآن هو الأصل وهو الحقيقة المطلقة، أما العلم فهو نسبي متغير.
والعجيب أن علماء الغرب بعدما تحدثوا باستقرار الشمس تراجعوا عن قولهم وقالوا إن الشمس تدور بخصوص ترتيب المجرة، ثم بعد أن تطورت علومهم وجدوا أن حركة الشمس هي حركة اهتزازية تشبه جريان الأفراس!!! واستخدموا كلمة Stream وتعني “جريان” في وصف حركة الشمس!
وبذلك اتضح في النهايةً أن الشمس تجري بالفعل، ولكن هل سيواصل ذلك الجريان بلا انقطاع! يقول علماء وكالة ناسا إن الشمس تجري نحو نقطة يسمونها “المستقر” Solar Apex وهنا تتجلى معجزة القرآن عندما أخبر بذلك الشأن بدقة: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)!
والحقيقة إن الذين يطرحون فكرة إستقرار الأرض لم يطلعوا جيداً على مبادئ معرفة الفلك ومن أهمها تشريع التجاذب الكوني، وهو التشريع الذي نفسر به تماسك الكون وعدم انهياره وعدم حدوث تصادمات تؤدي إلى زوال الكون، وذلك ما نوه إليه القرآن في آية كبيرة: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41]. فالله تعالى بقدرته يمسك ذلك الكون وسخر بهدف هذا قانوناً لا يختل أبداً وهو تشريع التجاذب الكوني، فما هو ذلك التشريع العجيب؟
تشريع التجاذب الكوني
سؤال يخطر بالعقل: كيف تمسك بنا الأرض فلا نطير في الرياح؟ وكيف نستقر على ظهرها، وماذا يصدر لو أن الأرض قد كانت أصغر الأمر الذي هي عليه بقليل أو أضخم؟ ذلك يا إخوتي ما كشفه العلماء في العصر الجديد وسمي بقانون التجاذب الكوني، ومنصوص به على أن كل جسد في الكون له كتلة فلابد أن يكون له جاذبية، وتتناسب قوة الجاذبية مع كتلة ذلك الجسد. فكلما كان الجسد أثقل قد كانت جاذبيته أضخم.
فالأرض تجذب إليها الناس لأن وزن الإنسان أصغر بكثير من وزن الأرض، والأرض تجذب إليها القمر لأنها أضخم منه وأكثر وزناً، فنجده يدور حولها بنظام فائق الدقة، ولكن هل لدى الأرض التمكن من جلب الشمس والكواكب والنجوم والمجرات لتجعلها جميعاً تدور حولها؟!
التعليقات