لم تكن أيام عيد الفطر المبارك قبل 126 عادية في الرياض، حيث كان عبد العزيز يراقب مشارفها بصحبة 63 رجلاً على مورد مياه أبو جفان، حيث أقام يوم العيد الأول والثاني.
في اليوم الثالث من شهر شوال عام 1319 هجري، والموافق 10 يناير 1902 ميلادي، بدأ “عبدالعزيز” رحلته نحو الرياض، حيث وصل إلى ضلع الشقيب وقسم رجاله إلى مجموعتين. ترك 23 رجلاً مع الإبل والأمتعة، بينما تقدم 40 رجلاً نحو داخل الرياض. عند وصولهم إلى أسوار الرياض في المساء، قسم “عبدالعزيز” رجاله مرة أخرى إلى مجموعتين، ترك 33 رجلاً بقيادة أخيه محمد عند بستان ابن حوبان بالقرب من بوابة الظهيرة، بينما قاد نفسه وسبعة رجال آخرين للتسلل خلال الجدران المتهدمة ودخول بيوت الرياض في ليلة الخامس من شهر شوال.
البحث عن المجد
تسلل عبد العزيز الباحث عن مجد أجداده إلى منزل قريب من منزل عجلان في منتصف ليلة الخامس من شهر شوال، وأرسل دعوة لحضور الذين خرجوا خارج السور لاكتمال عددهم داخل البيت الطيني، حيث تجمع 40 رجلاً متحمسين للانطلاق في فجر اليوم الخامس في معركة سريعة انتهت بمقتل عجلان واستسلام الحامية.
الرياض في عهد المؤسس
في الصباح الباكر من اليوم الخامس من شهر شوال لعام 1319 هـ الموافق 14 يناير 1902 م، استيقظت الرياض على صوت منادٍ يعلن تولي الملك عبدالعزيز الحكم، وذلك للاحتفال بعيد النصر وعيد الفطر في آن واحد.
بدأ شاب طموح لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره في تغيير مسار تاريخ الجزيرة العربية في العصر الحديث من خلال إعادة تصميم عيد الرياض بحيث يصبح عيدين.
هكذا بدى عيد الرياض قبل قرن من الزمان
تباشير السعد
تجسيد الفرح لدى سكان الرياض في اليوم الخامس من شهر شوال بالاحتفال مرة أخرى بعيد النصر، وبدخول الشاب اليافع المغامر عبد العزيز لاسترداد الرياض بتحرك ذكي اختار الوقت واليوم والعدد.
وصف الملك المؤسس في القصة الشهيرة على لسانه التي قام بنقلها فؤاد حمزة، أحد الذين عاشوا مع الملك عبد العزيز، قوله: “بعد وصولنا إلى البلاد، تركت معي أخي محمد و33 رجلاً من أصدقائنا، وكنا نحن سبعة، أنا وعبد العزيز بن جلوي وفهد عبد الله بن جلوي وناصر بن سعود، وكان معنا المعشوق وسبعة من خدمنا.. وقام بوصف تلك الليلة الصعبة”.
واصل الشخص الذي يتحدث: “دعنا نجعل اليوم الخامس يومًا احتفاليًا في الرياض قبل أن يبدأ الشاب المتحمس في العمل في السادس من شهر شوال بتشكيل فريق لحماية الرياض وإعادة بناء الجدران المتهالكة. ليس هناك مجال إلا للعمل من أجل بدء سلسلة من الانتصارات التي ستؤدي إلى تشكيل الكيان الكبير للمملكة العربية السعودية”.
التعليقات